تحيّة شجعانيّة،
19.10.2005، في هذا اليوم أعلمني الطبيب بأنّي مصاب بسكّري الأطفال. تقبُّل الخبر لم يكن بالأمر السهل، بل كان كصفعة قوية ومؤلمة لي ولعائلتي. من ألم الصفعة اخترت أن أبحث عن الأمل في داخلي لبداية حياة جديدة. بحثتُ عن إطار يحتويني، يقوّيني ويرشدني، لكني وللأسف لم أجده. وهذا ما جعلني أتّخذ قرار بتأسيس جمعية- "جمعية الشّجعان لسكّري الأطفال".
لكلّ منّا أحلامه، فإنّ رسم الحُلم سهل، أسهل بكثير من تحقيقه على أرض الواقع، وقدرتنا أن نحلم لا تعني بأنّنا قادرين على تحقيق هذا الحلم. ففي مسيرتي لتحقيق حلمي واجهت الكثير من المطبّات والصعوبات، لكن بإصراري، بإيماني بقدرتي على تحقيق الحلم وبدعم من المقرّبين، تحدّيت الصعوبات ولا زلت أتحدّاها، وتخطّيتُ العقبات التي كانت في طريقي للتقدّم في سلّم النجاح. وسرعان ما أدركت بأنني لست الوحيد الذي بحث عن إطار ولم يجده، فلقد تعرّفت على سكّريين من مناطق مختلفة في البلاد، إضافةً لمنطقة الضفة الغربية والأردن. زرتهم في بيوتهم، تعرّفت على عائلاتهم ورافقتهم في التّحدي، في الفرح والحزن، في القوّة والضّعف. وفي الوقت الذي كان فيه العالم مهتّم بالتحديثات والتطورات الطبيّة، كان هدفي كمؤسّس لجمعية الشّجعان أن أهتم بالجانب الاجتماعي والنّفسي للسكّريين.
أقولها بكلّ فخر، نحنُ، جمعيّة الشّجعان - الجمعيّة العربيّة الأولى والأكبر لسكّري الأطفال في البلاد - ومن خلال سنوات عَمَلَنا، قمنا بتطوير عدّة مشاريع: التّواجد في أقسام السكّري بشكل مكثّف، تطوير وحدة الشّرطة السكّرية (حيث أصبحت تزور الشجعان شهريًّا)، تبنّي علاج أطفال سكّريين من مناطق بدون تأمين صحي وتطوير المشاريع في الأردن والقدس. فقد أثبتنا نجاحنا في التغيير الذي أحدثناه، الأمل الذي زرعناه، ثقة الشّجعان التي بنيناها والخجل الذي محيناه لمواجهة المجتمع بثقة.
الطريق لا يزال طويل والحلم لم ينتهِ بعد، فالجمعيّة تعمل على نطاق أوسع وأكبر سعيًا لتغيير حياة الكثير من السكّريين نحو حياة أفضل. فنحن الشّجعان لدينا أمل كبير بإختفاء السكّري في السنوات القريبة، مع ذلك علينا المحافظة على سكّر متوازن إلى أن يأتي ذلك اليوم.
في النّهاية لا يسعني إلّا أن أشكر الشّجعان، السكّريين والمتطوّعين الغاليين، الأهالي الكرام، طاقم الجمعيّة والدّاعمين على عطائهم ودعمهم المتواصل لإيصال رسالة الشّجعان الإنسانيّة لكل مكان.